21 نوفمبر 2024 | 19 جمادى الأولى 1446
A+ A- A
الاوقاف الكويت

عمار مورو: مسلمو الفلبين يتطلعون إلى الدعم السياسي والإعلامي والمادي والمعنوي

10 فبراير 2013

**من واجب المسلمين نحو إخوانهم في الفلبين العمل على تعريفهم بأصول الإسلام وقواعده حتى تستقيم سلوكياتهم وأخلاقهم

** اتفاقيتنا مع الحكومة تمكننا استعادة هويتنا وأراضي الأجداد وممتلكاتهم وحق المسلمين المشروع في تقرير المصير

** المرض والجهل والبطالة من أخطر التحديات التي تحول دون تقدم المسلمين أو خروجهم من شرنقة الفقر

**نسعى لإنشاء جامعة إسلامية لتكون مركزا للعمل الإسلامي، ومنارة لتدريس العلوم التي تلبي متطلبات العصر

تصل معدلات الفقر في الفلبين إلى 40% تقريبا، وتعاني المناطق الإسلامية النسبة الأكبر من تردي مستوى المعيشة بفعل الأزمات الاقتصادية والسياسية المتلاحقة، وعدم قدرة المسلمين على استثمار مواردهم الاقتصادية رغم كثرتها وتنوعها، في الوقت الذي تحصد فيه الشركات الحكومية بلايين الدولارات من هذه الموارد.

ويبلغ عدد سكان الفلبين حوالي 88 مليون نسمة حسب الإحصاءات الرسمية أواخر عام 2007، و تتراوح نسبة المسلمين بين 20 و25% ، بما يعادل 17 مليون نسمة، أما تعداد سكان بلاد مورو فيبلغ 18 مليون نسمة، وتتراوح نسبة المسلمين بين 65 و70% بمعدل 12 مليون نسمة.

وحول أوضاع المسلمين في الفلبين والتحديات التي تواجههم، والانعكاسات الايجابية لاتفاقية إطار العمل مع حكومة الفلبين على المسلمين يأتي هذا الحديث مع مسئول مركز بانجسامورو للإعلام الخارجي وممثل جبهة تحرير مورو الإسلامية محمد عمار مورو ليجلى الكثير من الحقائق عن مسلمي الفلبين.

الدعم بكل أشكاله

إن جبهة تحرير مورو الإسلامية التي تمثل المسلمين في الفلبين – كما يقول عمار مورو- بحاجة إلى كل أشكال الدعم السياسي والإعلامي والمادي والمعنوي، لاسيما بعد نجاحها في توقيع اتفاقية مع حكومة الفلبين وإنهاء حالة الاحتراب بين الجانبين، وهذا الدعم من شأنه أن يعود بالنفع على مسلمي الفلبين، ويسهم في تنفيذ الاتفاقية، ويعزز المساعي نحو تشكيل حكومة قوية لبانجسامورو تعبر عن المسلمين في الجنوب.

ودعا المسؤول الفلبيني المسلمين وخاصة القادرين من أهل الخير ومحبي الدعوة الإسلامية أن يتعرفوا على أحوال إخوانهم المسلمين ومشكلاتهم في الفلبين، واحتياجاتهم الأساسية، بعد أن وضعت الحرب أوزارها، واتجه المسلمون إلى البناء والتنمية اثر رسمهم الخطوات الأولى على طريق الحكم الذاتي، معتبرا ذلك من صور الاهتمام الذي حث عليه الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم".

واجب المسلمين نحو إخوانهم

وشدد على أن من واجب المسلمين نحو إخوانهم في الفلبين العمل على تعريفهم بأصول الإسلام وقواعده حتى تستقيم سلوكياتهم وأخلاقهم، ويعودوا إلى هويتهم وخصوصيتهم الحضارية، ويصبحون أسوة حسنة وقدوة لغيرهم في القول والعمل، خاصة أن جوهر رسالة الإسلام وقطب رحاه يكمن في التحلي بمكارم الأخلاق والتخلي عن الرذائل والمنكرات.

وتابع عمار مورو: كما أن من واجب الأمة الإسلامية تعزيز قيم التكافل والتضامن في أوساط مسلمي الفلبين، ودعم أنشطتهم الرامية إلى الوحدة الوطنية وتوحيد الصف والكلمة، وتشجيع الأعمال الخيرية وإصلاح البنى التحتية لبلاد بانجسامورو بالتعاون مع المؤسسات الخيرية، مشيرا إلى أن هناك حاجة ماسة لرعاية المسلمين الجدد والمؤلفة قلوبهم والاهتمام بشؤونهم خاصة أنهم في تزايد مستمر وإقبال ملحوظ على عقيدة التوحيد، ويحتاجون إلى مساجد ومدارس ودور رعاية ومجمعات سكنية بعيدة عن مجتمعات الرذيلة والفساد، وأراض يدفنون فيها موتاهم ومغاسل للأموات، ومراكز إسلامية تجمعهم.

اتفاقية الإطار

وعن أبرز الانعكاسات الإيجابية لاتفاقية إطار العمل مع الحكومة على المسلمين في الفلبين، قال عمار مورو إنها حل إسلامي نستطيع من خلاله إعلاء كلمة الله وتطبيق شريعته بإقامة العدل لاستيفاء الحقوق، وإقامة الحدود لتصان المحارم، ونشر الأمن والأمان، وتهيئة ضروريات وحاجات الناس واستخراج ثروات البلاد، كما أنها حل سياسي لاستعادة هويتنا وأراضي الأجداد وممتلكاتهم وحق المسلمين المشروع في تقرير المصير، وحل إنساني يمكن المسلمين من احترام حقوق الإنسان والدفاع عنها ورفع الظلم الواقع عليهم، وحل ديمقراطي يساعد المسلمين على اتخاذ إجراءات برلمانية ترسخ لنظام انتخابي مناسب، وحل دبلوماسي خاصة أن الاستفتاء إجراء معمول به في كل دول العالم، وحل حضاري من خلال إقرار نظام حكم مقبول لأغلبية الشعب وحل سلمي يحقق مصلحة أطراف النزاع، وحل عادل يجعل بانجسامورو ضمن حكومة الفلبين، بالإضافة إلى أنه حل يحظى بدعم المجتمع الدولي.

التحديات والأخطار

وحول التحديات التي تواجه مسلمي الفلبين، قال عمار مورو أن مجتمعنا المسلم يعاني من أخطار المرض والجهل والبطالة، فالمرض منتشر بشكل كبير في الفلبين عامة وبلاد مورو خاصة بسبب ضعف الخدمات الصحية، حيث لا توجد مستشفيات ولا مراكز صحية مما أدى إلى انتشار الأمراض بأنواعها، وكذلك ضعف الخدمات الاجتماعية من ناحية رعاية الأرامل والمسنين والمعاقين وغيرهم، وكذلك انتشار الجهل بسبب تدني الخدمات التعليمية، مما ساعد على انتشار الأمية، ومن ذلك جهل المسلمين بأعدادهم الحقيقية، الأمر الذي يحول دون قدرتهم على المطالبة بكثير من الحقوق الواجبة لهم سواء في التعليم و الصحة وغيرها من الخدمات.

الجهل بالدين واللغة العربية

وهناك أيضا -كما يقول عمار مورو- الجهل باللغة العربية، وما يترتب على ذلك من انقطاع التواصل بين مسلمي الفلبين وإخوانهم العرب المسلمين، علاوة على ضعف التواصل مع الكتب الشرعية ومصادر المعلومات الإسلامية، وكذلك ضعف ترجمات تفسير القرآن أو غيره من العلوم الشرعية مما يؤدي إلى حدوث تحريفات كثيرة، كما يعد الجهل باللغة العربية من أهم العقبات التي تعوق انتشار الدعوة الإسلامية الصحيحة، حيث إن بعض الشعوب لا تجيد تلاوة القرآن الكريم.

وأضاف: بالرغم من وجود مدارس إسلامية في بعض المناطق بهدف توعية المسلمين وحفظ أبنائهم من الذوبان في الثقافات الأخرى، إلا أن أغلب هذه المدارس بدائية جدا وتشبه الأكواخ، وغير مزودة بالوسائل التعليمية والإيضاحية، ومن ثم هناك حاجة ماسة إلى بناء مدارس حديثة وإدراج علوم العصر ضمن المناهج حتى تستطيع هذه المدارس توفير خدمة تعليمية إسلامية متكاملة وحديثة، وقادرة على منافسة المدارس العلمانية، مشيرا إلى أن بعض المسلمين يرفضون إدخال أبنائهم المدارس الحكومية نظرا لأنها تفرض على الطلبة مناهج دينية غير إسلامية، وهناك مشكلة أخرى تكمن في أن معظم المدارس الإسلامية لم تتم معادلة شهادتها في وزارة التربية والتعليم العالي مما يحرم أبناء المسلمين من الاستفادة من هذه الشهادات فضلا عن أن الدوائر الحكومية لا تعترف بها، وبالتالي لا يتمكنون من التوظيف في القطاع العام أو الخاص. ويزداد الأمر سوءاً بسبب عدم وجود مدارس نظامية أو معاهد علمية لدى المسلمين، حيث يقتصر التدريس على الكتاتيب والفصول الدراسية الصغيرة التابعة للمساجد أو المدارس البدائية، وعلى مستوى المعلمين، للأسف أغلب المدرسين يميلون إلى التفكير العلماني في التدريس، ولا يهتمون بغرس العقيدة والمبادئ الإسلامية في نفوس الطلاب، كما لا يشجعونهم على التمسك بأخلاق الدين وآدابه، الأمر الذي ينتج حالة من الجهل بأحكام الإسلام الأساسية في أوساط المسلمين وبالتالي انتشار كثير من البدع والخرافات والمخالفات الشرعية.

وأشار إلى أن الجهل بأحكام الإسلام يؤدي إلى ظهور جيل تائه، بعيد عن دينه متأثر بالغرب وحضارته وقيمه، وانجرافه وراء ما تنشره جهات تغريبية من فساد عريض في أحياء المسلمين لإبعادهم عن دينهم كالخمارات ودور البغاء وغيرها، ومن ثم هناك حاجة ماسة لإنشاء جامعة إسلامية في الفلبين معترف بها لدى الحكومة لتكون مركزا للعمل الإسلامي، ومنارة لتدريس العلوم التي تلبي متطلبات العصر، وتؤهل الشباب المسلم لتولي قيادة المجتمع المسلم، على أن تكون هذه الجامعة موضع ثقة في المجتمع محافظة على مبادئها واستقلالها مع صلتها بالمؤسسات والهيئات الحكومية والأهلية المحلية والعالمية، كما أن هناك أيضا حاجة ملحة للتوسع في المنح الدراسية للبلاد الإسلامية للدراسة في جامعاتها على نحو يؤهلهم دعويا وتعلم اللغة العربية وعلوم الإسلام حتى يعود إلى بلده وقد أصبح قائد رأى وتوجيه.

البطالة

ومن التحديات التي ذكرها المسئول الفلبيني مشكلة البطالة في أوساط الشباب وحاجة المسلمين إلى مراكز للتعليم المهني وإنشاء المشاريع التنموية والإنتاجية لإنعاش أبناء المسلمين اقتصاديا وحضاريا، لأن عدم التأهيل المهني يبقي كثيرا من المسلمين في خانة الفقر، خاصة أن كثيرا من رجال الأعمال المسلمين يأتون للبحث عن فنيين مسلمين للعمل عندهم في شركاتهم في دول الخليج وغيرها، وحينما لم يجدوا مؤهلين بين المسلمين ، يتجهون إلى الديانات الأخرى، وبذلك يخسر أبناء المسلمين فرصا عظيمة بسبب عدم تأهلهم فنيا، هذا بالإضافة إلى أن النظرة للمسلمين على أنهم درجة ثانية أو أنهم إرهابيون، وبالتالي ليس من السهل أن يحصلوا على وظائف في القطاع العام أو السفر إلى الخارج من أجل الحصول على فرص عمل.

وفقنا الله لصالح القول والعمل، وفي الختام لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل لمسئول مركز بانجسامورو/ محمد عمار مورو ، لما تفضل به علينا من علمه الوفير راجين المولى تبارك وتعالى له دوام الصحة والعافية، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.

القائمة البريدية

انضم للقائمة البريدية للموقع ليصلك كل جديد

جميع الحقوق محفوظه لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - دولة الكويت